بسم الله الرحمن الرحيم
°l||l° التعصـــب الرياضــــي°l||l°
فطر الله الإنسان على أن تكون له ميول محددة ، وربما لا يملك الشخص أن يغير ميوله ، فتتجه ميول شخص مثلاً لتشجيع نادٍ معين من دون أن يعلم لماذا ، وهذه أشياء فطرية حتمية .
بداية يجب أن نؤمن بفكرة أن الرياضة بشتى أنواعها تعتبر هواية وفناً ، لذلك يجب علينا احترامها وعدم الإساءة لها ، وهذا ما يحصل الآن من سوء ممارسة لمفهوم التشجيع ، فمن الواجب توعية الجمهور وتوجيهه نحو تحقيق المعنى الحقيقي لمفهوم الرياضة ومعنى أن تكون ذا روح رياضية.
التعصب أو الشعور الزائد بالانتماء لأحد الأندية ليس سيئاً إذا كان في حدود ، وإذا كانت الأندية تستحق ذلك ، لكن إذا تعدى التعصب الحدود وأصبح تعصباً أعمى فيصبح الأمر خطراً .
يبدو أن التعصب الرياضي أصبح سمةً للكثير من متابعي كرة القدم لأنها تحظى بالاهتمام الأكثر على مستوى الرياضات جميعها دون منازع .
لا يمر يوم أو تمر صحيفة يخلو أو تخلو من تصاريح نارية تشير بشكل أو بآخر إلى حالة مرضية لا تعني الانتماء بالتأكيد بقدر ما تشير إلى أن العقلية الرياضية لا زالت ( أسيرة ) لنمط غريب من الحب !
اتهامات توزّع في حالات الفوز أو الخسارة ، وفي حالات وجود ( منافس ) يتحول إلى ضدٍ ، وإلى ضدٍ كريه أحياناً بالنسبة لطرف آخر .
أشكال من الممارسات الكلامية والجسدية والانفعالات التي تنعكس في شواهد كثيرة على الثقافة وعلى المجتمع ، يساعدها في ذلك ( متعصبون ) قدماء بأبوة منقطعة النظير في إدارة الجماهير .
هذا الداء الفتاك الذي وصل بضعاف العقول إلى أن ينعكس على تعاملهم مع زملائهم ومع أهلهم ووصول مشاحنات وعداوات قد تمتد إلى المشاكسات والتكسير.
كل هذا لأن فريقاً ما خسر وآخر انتصر ، هذه المقدمة لا تعني أنني لست من المتعصبين ، رغم عدم رضاي عن نفسي .
|--*¨®¨*--| أسبــــــاب التعصب |--*¨®¨*--|
المسببات للتعصب الرياضي كثيرة ولا يمكن إحصائها في مقال واحد ، ولكن يمكن ذكر أبرزها :
• الدوافع النفسية من اللاعبين والإداريين والمعلقين تثير الجماهير المتابعة للرياضة وتزيد من حدة التعصب لديها.
• بعض وسائل الإعلام زادت من مشكلة التعصب الرياضي ، فهي أحياناً تكتب كلاماً جارحاً عن بعض الأندية مما يولد لدى البعض كره الأندية الأخرى ، وهذا نقد هدام وليس بناء .
• العاطفة أحياناً هي التي تؤدي للتعصب ، فهي تقود في اغلب الأحيان للتصرف غير المسئول ، فربما يصاب الشخص باكتئاب أو قد يقف في مواقف سيئة مع زملائه أو مشجعي الفريق المقابل .
• تصريحات الإدارات والأعضاء واللاعبين والتصرف في حالة الهزيمة أو في حالة الانتصار ، فتصرفات اللاعبين والإداريين عقب المباريات أو أثناءها هي التي تثير التعصب بين الجماهير وتؤدي إلى حدوث مشاكل وخلافات تظهر على الصحف وفي المجالس العامة والخاصة.
|--*¨®¨*--| الحــــلول المقترحة |--*¨®¨*--|
أي مشكلة ولها حل ، ومن الحلول المقترحة لهذه الظاهرة ( التعصب الرياضي ) :
• يجب أن تسهم الجهات الرسمية والقنوات الإعلامية من أجهزة مرئية أو مسموعة أو مقروءة في هذا الأمر بحيث يكون هناك نبذ للتعصب خاصة في جانب المنتديات الرياضية و الصحف .
• لابد من زيادة جرعات الثقافة والوعي الرياضي والوصول لحقيقة أن الرياضة عموماً لم توجد من أجل التعصب ، وإنما من أجل الفائدة وقضاء الأوقات واستثمارها فيما يفيد النفس والروح والمساعدة على تهذيبها.
• لابد من أن نتقبل الخسارة مثلما نتقبل النصر ، وذلك من خلال تهيئة النفس على تقبل الأمرين بكل هدوء وطمأنينة ، ولنساهم بذلك في انتشار ما يسمى بالروح الرياضية التي تنادي بسمو الأخلاق ونشر المحبة والخير بين الناس ، ولا يجب أن ننسى أن الرياضيين هم جزء من المجتمع .
• إلغاء المشاحنات من الصحافة بشكل عام ، ومن الصحف والمجلات الرياضية بصفة خاصة لأنها تؤدي إلى مخرجات سلبية تفسد الوسط الرياضي ذاته ، والوسط المتابع الذي يترجم الخلافات البسيطة إلى مشكلات كبيرة ومؤثرة .
• تبني النقد الهادف ، ومنع المتعصبين من تبادل الشتائم عبر القنوات الإعلامية المختلفة ، وتوجيههم إلى خدمة النادي الذي يشجعونه بدلاً من الدفاع عنه بالحق وبالباطل.
• أن يروض الإنسان نفسه في التعامل بعقلانية مع ميوله الرياضي ، حتى لو تصرف الآخرون وفق عواطفهم يمكنك أن تكون هادئاً وتقبل ما يصدر عنهم بروح عالية مما يدفعهم إلى إعادة التفكير في مواقفهم نفسها .
• للجماهير دور هام بعدم الإساءة لأي فريق أو لأي لاعب ، والنظر إلى المنافسة الرياضية باعتبارها منافسة شريفة ، ولابد فيها من فائز أو خاسر .
• فهم القواعد الأساسية للرياضة نفسها ، ونشر الروح الرياضية بين الجماهير والممارسين في المنافسات الرياضية .
ومن الصعب ترويض التعصب الرياضي ، فالحل يملكه المتعصب نفسه ، فهو يملك القدرة على التحكم في أعصابه والتمسك برأيه دون التعدي على الرأي الآخر وافتعال المشاكل.
وعموماً ليس عيباً أن يحب الشخص فريقاً أو نادياً وأن يطمح الشخص لفوز فريقه وتطوره ، لكن المرفوض هو التعصب الأعمى وعدم تقبل الآخر.
ومن غير المعقول أن تجبر الآخر على أن يحيد عن رأيه ويقتنع برأيك بالقوة ، فالإنسان المثقف صاحب العقلية المتحضرة هو الذي يشجع فريقه دون تعصب ، فإذا كان الفوز حليفه سيبقى في ضمن الحدود ولا يتسبب في إيلام مشاعر الآخرين ، أما إذا خسر فالقادم أكثر وعليه أن يتقبل الهزيمة بروح رياضية ويهنئ أصدقاءه من مشجعي الفريق الآخر .
ومن المفترض أن يعيش جميع الرياضيون من رؤساء الأندية واللاعبين والجماهير بروح رياضية عالية متميزة في تعاملها وأخلاقها وأتمنى أن يكون الحوار شرياناً للتعامل الرياضي لنحقق أهدافاً سامية تربوية وخلقية نتاجها يظهر على المتابع ذاته ومن يعيش الرياضة على حد سواء.
وأخيراً لا يمكن بحال من الأحوال القضاء على التعصب الرياضي ، إلا في حالة واحدة وهي إلغاء الرياضة نفسها ، وعندها لن يتم القضاء على التعصب وإنما سيتحول إلى مجال آخر ..
|--*¨®¨*--| تعليقــــــــات |--*¨®¨*--|
* التشجيع للرياضة هو ترويح عن النفس ، وليس إثقالاً لكاهل الفرد وزيادة هم ونصب وتفكير .
* من الأسباب الداعية للتعصب عدم وجود الشفافية الكاملة في التعامل مع الأحداث .
* اصطدامات وهجوم ونقاش قد يصل إلى العراك ، صداقة تتحول إلى عداوة ، وغير ذلك ..
* لا يستدعي الأمر أن تقوم الدنيا ولا تقعد سواء كان فريقك فائزاً أو خاسراً.
* المتعصب دائماً لا يقتنع بمستوى الفريق ، بل يريد الفوز لفريقه وبشكل مستمر ، ولكن الفوز من الصعب أن يتحقق على الدوام .
* التعصب آفة تنخر في جسم الرياضة وتلغي الروح الرياضية التي يفترض سريانها بين كافة الفئات الرياضية ، وتثير العداوة والبغضاء بين الرياضيين من لاعبين وإداريين وجماهير.
* لو فكّر كل مشجع بناديه وانفرد به وانتقده دون التعرض بالإساءة للنادي الآخر لكنا تمتعنا بوسط رياضي مثالي.
* المصابون بالتعصب الرياضي لا يمكنهم تقبل أي آراء ولا تقبل النقد الصحيح ، فيعتبرونه قذفاً وتشويهاً لسمعة ناديهم.
واعتذر عـــــــــــلى الإطــــــــــــــــالة